عقربا.. قلعة المشاريق
عقربا.. قلعة المشاريق
عقربا.. قلعة المشاريق
عدد القراءات: 16855

لم يشهد العام 1997 ترفيع بلدة عقربا الى سلطة مجلس بلدي حسب تصنيف الهيئات المحلية الفلسطينية فحسب بل كان عام الولادة بالنسبة للبلدة التي تحولت اليوم وبعد ثماني سنوات على ذلك القرار الى بلدة فلسطينية توازي في بناها التحتية والخدمية المدن الحديثة كما يقول رئيس مجلسها البلدي غالب ميادمة.

ارض التاريخ
ولبلدة عقربا المعروفة باسم "قلعة المشاريق" تاريخ عريق اذ تعود الآثار والخرب المحيطة بها الى العهود الكنعانية والرومانية مثل بركة الرومان التي ما تزال ماثلة للعيان وما يحيطها من بناء تشبه احجاره احجار الحرم الابراهيمي الشريف في الخليل حيث كانت تسمى في العهد الروماني (عقروبين).

وتعد عقربا واحدة من اكبر البلدات الفلسطينية في الضفة الغربية اذ تترامي اراضيها على مساحة 144 ألف دونم تطل من خلالها على الاغوار وبامكان الناظر من قممها وخاصة قمة جبل القرون (843)م عن البحر مشاهدة البحر المتوسط والبحر الميت.

وتحيط ببلدة عقربا التي يبلغ تعداد السكان فيها 8.5 ألف نسمة العديد من القرى والبلدات الفلسطينية فمن الغرب تتصل اراضيها مع اوصرين وقبلان وبيتا ومن الجنوب مع مجدل بني فاضل وقصرة وجوريش ومن الشرق تتصل بنهر الاردن وتجاور يانون وبيت فوريك من الشمال كما انها تبعد 18 كم عن مدينة نابلس.

 

نقلة نوعية
ويقول غالب ميادمة رئيس بلدية عقربا ان البلدة ومنذ تصنيفها كمجلس بلدي عام 1997 انتقلت نقلات نوعية كبيرة، فقد تسلم ميادمة "ابو القعقاع" المجلس ذلك العام بموظف واحد دوامه جزئي وهو موظف الجباية لكم المجلس البلدي يضم الآن 17 موظفا بدوام كامل.

ويعتبر اعضاء المجلس البلدي والموظفون فيه ان عقربا تجاوزت خلال الفترة المذكورة الطبيعة البدائية للحياة واصبحت خدماتها وبنيتها التحتية توازي احدث المدن، وعن ذلك يقول ابو القعقاع:" لقد تم استحداث عدة مشاريع لتحقيق هذا الامر فعلى صعيد الطرق لم يكن في البلدة شبكات طرق وكانت الشوارع فيها عبارة عن ممرات اولية بسيطة وعقربا كذلك من اوائل البلدات التي استحدثت الارصفة العريضة والجزر في الشوارع والزراعة التجميلية.

وعلى صعيد الكهرباء يذكر ابو القعقاع ان البلدة انتقلت خلال ثماني اعوام للاعتماد على سبع محولات كهربائية بعد ان كانت خدمات الكهرباء تقدم لها من محول كهرباء واحد ضعيف ويضيف:" توفر الكهرباء جعلنا ننفذ مشروع منطقة صناعية في البلدة خصص لها محولان كهربائيان واستطعنا الحصول على الكهرباء القطرية وتحويلها من خدمة انارة الى صناعية وقد كلفنا ذلك الكثير.

وعلى الصعيد الصحي تعد عقربا الآن نموذجا يحتذى للقرى والبلدات المجاورة على مستوى النظافة بعد ان تم توفير مكب خاص لنفايات البلدة وما جاورها من قرى، اما فيما يتعلق بالمياه فيقول ابو القعقاع :" كانت البلدة تشرب من مياه الجمع والمياه القطرية في القرى والبلدات المجاورة وقد تم حفر بئر مياهه ضحلة لذلك لم تكن كافية والآن يجري العمل على تزويد البلدة بشبكة مياه تتصل ببئر يتم حفره قرب بلدة عورتا حيث تنقل المياه الآن الى القرية بواسطة صهاريج منقولة وتبذل البلدية الآن جهودها لحل هذه المشكلة مع سلطة المياه.

وفيما يتعلق بالتعليم يقول ابو القعقاع ان البلدية استطاعت بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم استحداث مدرستين في البلدة اضافة لمدرستين اخريين تم بناؤهما على نفقة المانحين مشيرا الى ان عدد المدارس في البلدة اصبح الآن ست مدارس تكفي لتعليم ثلاثة آلاف طالب وطالبة، ومشيدا بتعاون المواطنين الذين يقدمون التبرعات النقدية والعينية واراضي الانشاء.

اما فيما يتعلق بالقطاع الصحي فيقول ابو القعقاع هناك مركز طبي حكومي في البلدة وقد تم مؤخرا بناء مستوصف متطور صحيا تابع للجنة الزكاة في عقربا ولديه سيارة اسعاف، كما تم تزويد قسم الاشغال في البلدية بسيارة شحن وحفار باجر والعمل جار على زيادة الآليات التابعة للبلدية.

 

المشاريع

وتحتفظ بلدية عقربا في سجلاتها بقائمة طويلة من الانجازات في المشاريع الخدمية المختلفة فضلا عن المشاريع التي ما تزال تحت العمل اضافة الى المخططات المستقبلية بعد ان انجزت المخططات الهيكلية للبلدة وحددت احتياجاتها ولعل من اول تلك المشاريع انجاز متنزهات للمواطنين والعمل على اقامة حديقة عامة للبلدة واصدار كتاب خاص يتحدث عن تاريخها ودور مناضليها في مقاومة الاحتلالات المختلفة التي تعاقبت على الشعب الفلسطيني.

ومن اهم المشاريع التي تتحدث عنها سجلات بلدية عقربا مشاريع الطرق التي تم تنفيذها خلال الاعوام الثمانية الماضية بكلفة 1218150 دولارا تحملت البلدية منها 555010 دولار مقابل 663140 تمويلا من المانحين واهم المشاريع هي تعبيد المداخل الرئيسية الغربية والجنوبية للبلدة وتعبيد شارع صلاح الدين ووسط البلد وتعبيد الطرق الداخلية واعادة تأهيل طريق عقربا المجدل وعقربا بيتا وتعبيد دخلات فرعية وشق طرق زراعية وشق طريق الطويل وفرد طبقة بيسكورس واضافة سلاسل الى جوانب الطرق الزراعية وزراعة الاشجار وطلاؤها.

وفي مجال تحسين خدمات الكهرباء نفذت البلدية منذ العام 1997-2005 مشاريع بتكلفة 1003384 دولار تحملت منها 558384 دولار فيما تبرع المانحون بـ 445000 دولار لتقوية قدرة الشبكة وتوسيعها وتمديد شبكة ضغط عالي مع محولات كهرباء وانشاء الخطوط المنخفضة والمتوسطة الواصلة الى المدارس والمنطقة الصناعية وغيرها من المشاريع، فضلا عن انفاق 884583 دولار على المشاريع التعليمية مثل انشاء مدارس خالد بن الوليد الاساسية للبنين وانشاء مدرسة ثانوية للبنات حيث تحملت البلدية 271800 دولار فيما قدم الممولون 612783 دولار هذا فضلا عن مشاريع الصحة والنفايات والمياه وغيرها.

 

الشفافية
وتعرض بلدية عقربا كل ما نفذت من مشاريع في سجلات رسمية توثق التكاليف والمبالغ التي انفقت عليها ووثائق اخرى توضح تحويلات وزارة المالية منذ العام 1997-2005 حيث يقول عن ذلك ابو القعقاع :" الشفافية هي دائما عنوان للنجاح، لا يمكنك ان تنجح في ادائك اذا لم يكن كل ما لديك مكشوفا للآخرين، نحن نتحدث عن اموال تصرف على المشاريع التي تخدم الناس وبالتالي فمن حق كل مواطن الاطلاع على تلك المشاريع".

ويقول ابو القعقاع :" أيضا العلاقات مهمة لدفعك للانجاز ومجلسنا بحمد الله امتاز بعلاقات مميزة مع هيئات الحكم المحلي المختلفة ومع المانحين الذين حظي بمصداقية عالية لديهم، وهو كذلك ترفع على الحزبية والفئوية الضيقة المقيتة لصالح تلبية مصالح الجمهور العام ولذلك لقي النجاح".

ويؤكد ابو القعقاع الذي يعد شخصية وطنية عامة واحد رجالات الاصلاح في المنطقة ان الشفافية التي احاطت عمل المجلس منذ تأسيسه لم تدفعه فقط لكسب ثقة المانحين ودفعه لتحقيق الانجازات وانما جعلته ينتخب لفترتين متتاليتين رئيسا للجنة التخطيط الاقليمي في قرى وبلدات جنوب شرق نابلس ويضيف:" هذا مكننا من الحصول على الاجهزة والمعدات اللازمة لتنفيذ الخدمات المشتركة لجميع تلك القرى والبلدات".

تم طباعة هذا المقال من موقع مدينة نابلس الالكترونية: واجهة نابلس الحضارية على شبكة الانترنت (nablus-city.net)

© جميع الحقوق محفوظة

(طباعة)