الشهيد محمد صفوت العاصي - من صالة الأفراح إلى المقبرة
عدد القراءات: 5808

 

ولد محمد صفوت العاصي"النيونو" لأبوين شردا واقتلعا من أرضهما كباقي الشعب الفلسطيني، عاش وترعرع في شوارع وأزقة مخيم بلاطة يحلم بالعودة إلى مسقط رأس آبائه وأجداده"دير طريف" الرابضة على سفوح الجبال قضاء اللد.

كبر وكبر معه حلمه وفتح عينيه على الاحتلال، عانى كما عانى أطفال فلسطين القهر والذل والحرمان وذل الاحتلال، شهد الانتفاضة الأولى عام 1987 مع جنرالات الحجارة، اصيب خلالها مرتين في سن العاشرة.

ومع دخول السلطة الفلسطينية التحق محمد في صفوف الشرطة البحرية، حوصر مع رفاقه في كنيسة المهد أثناء اجتياح القوات الإسرائيلية لمدينة  بيت لحم في انتفاضة الأقصى، تم اعتقاله مع أخويه أثناء اجتياح الجيش الاسرائيلي لمخيم بلاطة بتاريخ 1/4/2003، حيث لم يكن الاعتقال الأول واستشهد أخوه فارس بتاريخ 29/4/2003 ولم يتمكن من المشاركة في تشييع جثمانه، يشار الى أن أخوه خالد استشهد عام 1984.

أفرج عن" النينو" -كما كان يلقب- بعد اعتقال دام ثلاثة أشهر وعاد إلى عمله في بيت لحم ولم يعد الى المخيم الا ليشارك في تشييع الشهيد "محمد عويص" الذي اغتيل في بتاريخ 29/2/2004، ولم يمض سوى يوم واحد على استشهاد عويص يداهم الجيش الاسرائيلي منزل محمد العاصي "النينو" ليعيث فيه الفساد والدمار بحثا عنه وهكذا وجد نفسه مطاردا نصحه الاهل والقريب والبعيد والصديق تسليم نفسه الا ان لسان حاله يقول" نذرت نفسي لله والوطن"

نجا من محاولة اغتيال عندما كان يرافق الشهيد خليل مرشود بتاريخ 14/6/2004 .

كان ال العاصي على موعد مع عرس ابنهم الاسير المحرر جاسر (ابو جودت) الذي يصادف يوم الجمعة 25/7/2005 ويليه مباشرة عرس (النينو) كان الجميع مبتهجا فمنهم من حضر من الاردن والسعودية وهولندا ورام الله ليشارك في الفرح الجميع عاى قدم وساق وبشكل غير عادي يحضروا لهذا اليوم حتى جاء خبر محاصرة القوات الخاصة والجيش الاسرائيلي للمنزل الذي فيه( النينو) في شارع المريج في نابلس.

الجمبع يترقب وينتظر حتى جاء نبا استشهاد( النينو) بعد اصابته وسقوطه جريحا حيث اقدمت القوات الخاصة والجيش الاسرائيلي على اعدامه بدم بارد امام اعين من اتخذتهم القوات الخاصة درعا بشريا اثناء دخول المنزل ليكون الشهيد الثالث بعد اخويه(خالد وفارس) يوم الخميس 14/7/2005 . تعالت الاصوات والصرخات وخرج الجيران وجاء الاصحاب والاحباب وصاح العريس جاسر لماذا الصرخ العرس اصبح عرسين مين يصحله يكون عرسه عم عرس النينو امتزجت دموع الفرح بالحزن لتقول اخته دلال بصوت مرتجف_انا مبسوطة لانو نال ما تمنى_.

وقالت عمته وبنات عمه وبنات عماته وخالاته_الحمد لله جينا نفرح علشان نفرح بعرس واحد افرحنا بعرسين_

وهكذا سجي الشهيد (النينو ابو مراد ) بجوار ضريح اخوه الشهيد فارس  في مقبرة الشهداء في مخيم بلاطة بعد ان عز لقاءهما في الدنيا لتتعانق روحهما في الدار الاخرة.

تم طباعة هذا المقال من موقع مدينة نابلس الالكترونية: واجهة نابلس الحضارية على شبكة الانترنت (nablus-city.net)

© جميع الحقوق محفوظة

(طباعة)