التنجيم والفتاحة مهنة سامريي نابلس بامتياز
عدد القراءات: 29651
على امتداد شارع الجامعة في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، تعلو دكاكين مدهونة باللون الابيض لافتات كتب عليها اسماء كهنة من الطائفة السامرية الصغيرة المشهورة في الاراضي الفلسطينية، بالتنجيم والفتاحة.

يقصد هذه المحلات بعض الفلسطينيين الذين يعتقدون ان مشاكلهم المستعصية ستحلها الفتاحة والتنجيم عند السامريين الذين يطلق عليهم بالعامية "السمرا"، كما يقصدون جبل جرزيم حيث يسكن السامريون.

ويعتبر السامريون انفسهم السلالة الحقيقة لشعب بني اسرائيل التي خرجت مع النبي موسى من مصر. وهم يعيشون على قمة جبل جرزيم المقدس بالنسبة لهم، في بيوت قرميدية جميلة في نابلس.

ويقول الكاهن حسني السامري (67 عاما) لوكالة فرانس برس "توارثنا كتب الفلك والتنجيم منذ الاف السنين، واخر كتاب عندنا نستخدمه عمره نحو 450 عاما".

ويضيف الكاهن "ان الفتاحة مقتصرة على فئة الكهنة التي تشكل ثلث الطائفة السامرية وعددها 370

شخصا في مدينة نابلس في الضفة الغربية و380 في حولون في اسرائيل".

ويوضح "نحن لا نؤمن بالسحر والفتاحة بالكف والمندل واخراج الجن من الجسد، كل ذلك كذب لا اساس له، نحن نقوم بالفتاحة عن طريق الفلك والسؤال عن الاسم واسم الام، او اسم الزوج او الزوجة، ونحن نفتح للمرض وفشل الزواج او خسارة في العمل".

ويؤكد "ان كل حرف من احرف الاسم له معنى عندنا، ولغتنا العبرية القديمة تتكون من 22 حرفا وكل حرف يعني عضوا من اعضاء الجسم".

ويتابع قائلا "لقد تعلمت الفلك والفتاحة وعمري 12 عاما اي منذ 45 عاما".

ويؤكد الكاهن ان "السامريين يمتلكون كتبا فلكية غير موجودة في العالم ويستطيعون معرفة مطلع كل رأس شهر قمري وتواريخ الكسوف والخسوف مسبقا".

ويربط الكاهن حسني السامري معرفتهم بالفتاحة والفلك لانهم يعتبرون انفسهم من سلالة سبط لاوي وسبط النبي يوسف الذي كان يفسر الاحلام وقال "لم يكن علم النبي يوسف بتفسير الاحلام الا بعد ان تعلم من كتاب +تارفيم+ وهو كتاب جده لامه ،اعطته اياه والدته"

ويؤكد ان معظم الكتب القديمة بيعت بسبب الفقر وهي موجودة الان في مكتبات موسكو وليننغراد وفي مكتبات الولايات المتحدة.

ونأى الكاهن حسني بطائفة السامريين عن الساحر السامري الذي ذكر اسمه في القرآن واضل بني اسرائيل في سيناء وجعلهم يعبدون العجل. وقال" كان اسمه قارون السامري، ولم يكن في ذلك الوقت سامريين ويهودا، كانوا بني اسرائيل".

وتابع "حدث الانقسام عند شعب بني اسرائيل بعد 450 عاما من العيش في الاراضي الكنعانية وفلسطين، عندما بنى الملك سليمان معبده في القدس وسماه الهيكل، عندها صار هناك يهود يؤمنون بهيكل سليمان. ونحن السامريين نؤمن بان الهيكل الحقيقي على جبل جرزيم، في نابلس وسمينا بالسامريين نسبة الى شومريم اي المحافظين على التوراة".

ويقول عقيل خليل الجوهري صاحب محل بجانب دكاكين السامريين في نابلس لوكالة فرانس برس "يحضر فلسطينيون معظمهم من القرى يعتقدون بان فتاحة +السمرا+ لا يعلى عليها" مضيفا "يأتي كذلك فلسطينيون يعيشون في الولايات المتحدة عندما يزورون البلاد".

ويضيف الجوهري "يعمل السمرا من الثامنة صباحا وحتى الواحدة ظهرا، وسعر تسجيل الزيارة لتسمية نوع المشكلة تبدأ بمئة وخمسين شاقل (حوالى 40 دولارا) وتسمى +تمريخة+ ، وقد تكلف عملية الفتاحة من 500 شاقل (حوالى 140 دولار) الى خمسة الاف شاقل (حوالى 1400 دولار)".

ويؤكد ان "السامريين اناس مسالمون ولطيفون".

ام فراس (28 عاما) وهي فلسطينية من مدينة القدس ترددت عدة مرات قبل اشهر للتنجيم عند السامريين. وتروي لوكالة فرانس برس "ذهبت للفتاحة عند السمرا في جبل جرزيم عندما اشتد الخلاف بيني وبين زوجي واعطيتهم اسمي واسم زوجي واولادي وكل ما طلب مني من معلومات".

وتتابع قائلة "قاموا بعمل حجاب لي، واخذوا مني اونصة ذهب مع زرد سعرها اكثر من الفي دينار" اردني (2860 دولارا).

وتضيف "كنت يائسة وبحاجة الى حل، لكن ذلك لم ينفعني شيئا، لانني تطلقت وتزوج زوجي من روسية تعمل معه وخسرت ذهبي عند السومريين".

وتؤكد "لقد كنت جاهلة واعتقدت ان الفتاحة ستعيد لي زوجي".

اما الكاهن حسني السامري فيؤكد "نحن لا نطالب الناس باعطائنا الذهب. نحن نقول للناس: "ما تهبه نفسك لنا"، وفي النهاية عندما يفرغ الكاهن نفسه للتفكير والسهر على حل المشكلة، ويحسب ويحلل ويقرأ كتب الفلك الامر الذي قد يستغرق اياما، يحق له ان يحصل على اتعاب مثل اي عمل اخر".

ويختم قائلا "نحن نأخذ الذهب اذا هي او هو وهبوه لنا، نحن لا نجبر اي امرأة او اي رجل على خلع ذهبه وتقديمه لنا."
تم طباعة هذا المقال من موقع مدينة نابلس الالكترونية: واجهة نابلس الحضارية على شبكة الانترنت (nablus-city.net)

© جميع الحقوق محفوظة

(طباعة)