نعيم عبد الهادي (1912 – 1996)
عدد القراءات: 10356

ولد نعيم عبد الهادي في مدينة نابلس سنة 1912، وفيها تلقى علومه الابتدائية والاعدادية وتخرج من كلية النجاح الوطنية ، بعد أن اجتاز امتحان الثانوية العامة ، فقصد الجامعة الأمريكية في بيروت لاكمال دراسته ، وتخرج منها سنة 1934 حاصلا على بكالوريوس في الهندسة المدنية.

عمل بعد تخرجه في دائرة الاشغال العامة زمن الانتداب البريطاني، واستمر في عمله هذا ثلاث سنوات ، ثم انتقل أوائل عام 1938 إلى الإدارة كقائمقام (حاكم إداري) واستمر في هذه الوظيفة حتى نهاية الانتداب 1948 ، وخلال هذه الفترة تنقل بين مدن القدس و رام الله، و طولكرم و الخليل والرملة ، وبعد انتهاء الانتداب وقيام المملكة الأردنية الهاشمية شغل وظيفة متصرف (محافظ) لواء الخليل ومن بعده لواء عجلون (إربد) وبقي متصرفا إلى أن استقال عام 1951 بسبب رفضه المشاركة في تزوير الانتخابات النيابية التي كانت دائرة آنذاك.

بعد استقالته من متصرفيه عجلون ، خاض نعيم عبد الهادي غمار الانتخابات البلدية في مدينة نابلس ، وتمكن من الفوز وشغل منصب رئيس البلدية لمدة خمس سنوات (1951 – 1955م) قام خلالها بالكثير من الاصلاحات المهمة وتنفيذ العديد من المشاريع الحيوية في مجالات الخدمات العامة كالطرق وشبكات المياه والكهرباء بعد أن عانت نابلس من الاهمال لسنوات طويلة خلال مدة الانتداب البريطاني .

عُين بعد ذلك وزيرا في حكومة سعيد المفتي، وشغل منصب وزير الاشغال العامة وتزامنت في هذه الفترة المساعي الأردنية لاقرار حلف بغداد ، وكان نعيم عبد الهادي من أبرز المعارضين لهذا الحلف، وقدم استقالته من الحكومة بسبب معارضته هذه.

وفي عام 1956 رشح نفسه للانتخابات النيابية وتمكن من الفوز بهذه الانتخابات ليصبح عضوا في مجلس النواب الأردني، كما شارك في السنة ذاتها في الحكومة التي شكلها السيد سليمان النابلسي، وتولى وزارة الاقتصاد الوطني ، واستمر في عضوية هذه الوزارة حتى منتصف عام 1957 عندما استقالت الحكومة. وبعد تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة إبراهيم هشم واعلان الاحكام العسكرية اعتقل عبد الهادي في جملة من تم اعتقالهم من الوطنيين ، غير أن الحكومة ما لبثت أن افرجت عنه لتفرض عليه اقامة جبرية في بيته ولمدة ثلاثة أشهر، ليعتقل بعد ذلك بقليل وللمرة الثانية ليقضي هذه المرة شهرا في سجن معان مع عدد من زعماء مدينة نابلس منهم وليد الشكعه والحاج نايف المصري ونشأت المصري وفائق العنبتاوي والدكتور وليد القمحاوي وآخرين، ثم افرج عنهم حيث غادر نعيم عبد الهادي البلاد سنة 1958.

قصد نعيم عبد الهادي سورية فأقام فيها غير أن إقامته في دمشق لم تطل إذ ما لبث أن انتقل إلى مصر في في العام 1961 . وعلى رغم صدور قرار بالعفو عنه والسماح له بالعودة إلى الأردن في العام 1965، إلا أنه بقي مقيما في مصر ، وظل يتردد على كل من نابلس و عمان للزيارة ورؤية الأهل والأصدقاء . وفي العام 1981 غادر القاهرة إلى عمان ليستقر فيها بشكل دائم إلى أن انتقل إلى رحمة الله في اليوم السابع من شهر أيار (مايو) 1996.


تم طباعة هذا المقال من موقع مدينة نابلس الالكترونية: واجهة نابلس الحضارية على شبكة الانترنت (nablus-city.net)

© جميع الحقوق محفوظة

(طباعة)