ولد د. عبد الرحيم الحنبلي في مدينة نابلس عام 1940 لعائلة نابلسية عريقة تمتاز بتدينها، وتعود أصولها إلى الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب) رضي الله عنه)، وخرج منها علماء ثقاة أمثال ابن قدامة وابن الجوزية وعبد الغني النابلسي، وارتحلت العائلة لدمشق وسكنت حي الصالحية، وبقي جزء منهم في نابلس وبعض القرى القريبة منها مثل قرية (جماعين).
ويعتبر د. الحنبلي نسخة عن والده الشيخ القاضي محمد راضي الحنبلي الذي عمل أكثر من ستين عاماً في الدعوة إلى الله، وفي بثّ روح الجهاد ومشاريع الخير وإحياء فريضة الزكاة في نفوس الناس وبناء المؤسسات الهادفة لتشغيل الطاقات الفلسطينية.
ويعتز د. عبد الرحيم بمسيرة والده التي بدأت بعد رجوعه من الأزهر الشريف في مصر وحصوله على الشهادة العالمية عام 1932، كما كانت تربطه علاقة وثيقة مع المجاهد الشهيد عز الدين القسام والحاج أمين الحسيني والمجاهد عزة دروزة والكثير من زعماء فلسطين ذوي الاتجاه الديني.
اعتقل والد الدكتور الحنبلي في سجن عكا مع انطلاقة ثورة عام 1936 وقضى مدة ستة أشهر خلف القضبان، وبعد خروجه طاف الأراضي الفلسطينية داعياً الأهالي إلى التمسك بأرضهم وثوابتهم الإسلامية بالحفاظ على الأقصى والمقدسات، وهذا لم يرُقْ للإنجليز الذين حاولوا اغتياله بواسطة عملائهم، ولم يكتفوا بذلك بل طردوه من العمل في دائرة الأوقاف ومنعوه من الخطابة في المسجد الحنبلي العمري.
نما د. الحنبلي وترعرع في نابلس ودرس في مدارسها على يد أشهر العلماء والأساتذة، ومن ثم سافر ليكمل تعليمه الجامعي ويحصل على شهادة البكالوريوس في طب الحيوان قسم الدراسات العليا في صناعة الأدوية من جامعة القاهرة.
ومن ثم عاد ليعمل في العديد من المواقع، وينخرط بعدها بقوة في العمل الخيري والاجتماعي، فقد تسلم عقب وفاة والده منصب رئيس لجنة زكاة نابلس أحد أقدم لجان الزكاة بفلسطين و(أم اللجان) كما يحب أن يسميها د. عبد الرحيم.
وعلى الصعيد الاجتماعي، فالدكتور الحنبلي متزوج وله من الأبناء خمسة ذكور ومثلهن من الإناث.
ولم تكن هذه العائلة بعيدة عن ممارسات الاحتلال الصهيوني، فقد تعرض أفرادها للاعتقال والاستجواب، خاصة في الفترة التي كانت قوات الاحتلال تطارد محمد الحنبلي نجل الدكتور عبد الرحيم ، قبل أن تصل إليه وتغتاله فجر الجمعة 5/9/2003.
أنشطته في عمل الخير:
يوصف الدكتور الحنبلي بأبو الفقراء وربان قافلة الخير في فلسطين, فهو لا يكل ولا يمل، يوصل الليل بالنهار، تسال عنه فتحتار أين تجده، فهو دائم الحراك في خدمة الفقراء في كل ميدان يمكنه من خلاله العمل من أجلهم، أو من أجل فعل الخير، ففي ساعات النهار يطوف في جولات لتفقد العائلات المستورة، وفي المساء يطوف على العائلات لمشاركتهم أفراحهم بالتهنئة وأتراحهم بالمواساة والتخفيف، أو في ((جاهة)) عشائرية للإصلاح والتقريب بين وجهات النظر, لهذا لا تجد وقتاً تقابله وتتحدث إليه إلا في ساعة متأخرة من الليل قبل أن يخلد إلى سريره استعداداً ليوم جديد حافل بالمهام.
وقد شغل الدكتور عبد الرحيم الحنبلي العديد من المناصب والمراكز الادارية الخيرية منها:
نقلاً عن: انسان اون لاين - 2008-03-10
http://www.insanonline.net/news_details.php?id=2987 :المصدر
|
||||
|