أسواق حي القصبة بنابلس تندب حظها بعد استفحال الكساد الذي خلفه الحصار المطبق عليها
أسواق حي القصبة بنابلس تندب حظها بعد استفحال الكساد الذي خلفه الحصار المطبق عليها
أسواق حي القصبة بنابلس تندب حظها بعد استفحال الكساد الذي خلفه الحصار المطبق عليها
عدد القراءات: 2219


أمين أبو وردة- بدت أروقة خان التجار في قلب البلدة القديمة من نابلس كأنها تبكي حظها بفعل الكساد الذي عاشته مؤخرا مقارنة بالأوضاع الاعتيادية قبيل اندلاع انتفاضة الأقصى والحصار المفروض على المدينة منذ خمسة سنوات.

ورغم كثافة البضائع المعروضة وعلى الأخص من الملابس والأحذية إلا أن أعداد المشترين تكاد لا تتعدى أعداد أصابع اليد الأمر الذي هدد بإغلاق هذا السوق في حالة استمرار هذه الحالة.ويعزو تجار الخان هذا الوضع إلى استمرار حواجز الاحتلال على مداخل المدينة مما حرهم من المشترين من المدن المجاورة والريف واقتصار الزبائن على سكان المدينة ومخيماتها الثلاثة.

وتعد مدينة نابلس من أقدم المدن الفلسطينية تاريخاً وحضارة ومن أقدم مدن العالم وقد ورد ذكرها في كتب العهد القديم كما أنها تحتل موقعاً متوسطاً الأمر الذي اكسبها أهمية وشهرة .

وكانت تشكل ثقلا اقتصاديا هاما قبل 1967 إلا انه ونتيجة لسياسات سلطات الاحتلال التي تقدم على تدمير الاقتصاد الوطني تعرضت الصناعات الكبيرة فيها إلى التراجع وهبوط مستوى إنتاجها واهم هذه الصناعات مصانع النسيج الجلود الكيماويات والصناعات المعدنية .

ويمتاز سكان حي القصية بممارستهم الأعمال التجارية كما أن المدينة تشكل مركز صناعي وتعتمد أكثر منتجاتها على المواد الخام المحلية واهم مقوماتها الزيوت النباتية والصابون والجلود والحلويات، وأعمال والبناء كما تمتاز بشهرة فائقة بالصابون النابلسي الذي تفتخر بجودته واعتماده على زيت الزيتون النقي في تركيبه وتطلبه جميع الأسواق في الشرق الأوسط، وتم حصر 65 مصنعا فيها وحاول الاحتلال الإسرائيلي سرقة العلامة التجارية المشهورة لنابلس.

وبالرغم من أصوات الباعة على جنبات الطرق في السوق التجاري التي لا تتوقف طيلة ساعات النهار إلا أن أعداد المشترين لم توفر البهجة للمئات من التجار الذين يعولون كثيرا على الأيام لتعويض باقي أيام السنة حيث الركود والشلل شبه التام.

وبدت الأسواق الشعبية الأكثر حظا بسبب سعي السكان لشراء حاجاتهم بأسعار اقل نظرا لسوء حالتهم المادية بعد أكثر من أربع سنوات في الحصار والطوق الأمني وارتفاع نسبب البطالة.

وبدا شارع النصر أشبه بمنطقة تعيش أجواء حظر التجول من ندرة المارة فيه فيما تراجعت طوابير الزبائن أمام حلويات الأقصى التي كانت مشهدا مألوفا طيلة أيام السنة.

ويشير التاجر ناصر القدح وهو بائع ملابس أن نسبة التراجع في عدد الزبائن زادت عن الثلثين منوها إلى ان غالبية زبائن خان التجار كانوا من القرى.ويقول انه منذ الاغلاق على نابلس تحول العديد من التجار لفتح محال لهم خارج حدود المدينة كما هو حاصل في بلدات عقربا وبديا وحوارة.

ويقول أمجد نمر من العلاقات العامة في الغرفة التجارية بنابلس أن سبب التراجع في الحركة التجارية في نابلس تعود لعدة أسباب من أهمها الإغلاق المفروض على المدين والحواجز المقامة، التي تمنع المواطنين من خارج المدينة أن القدوم إليها.

ويضيف عدا عن ذلك فلسطينيو المناطق المحتلة عام 48 الذين كان لهم اثر كبير في تنشيط الحركة التجارية في المدينة إلا أن الوضع اختلف كثيرا بعد الانتفاضة والاغلاقات المستمرة كما أن هذه الأسباب أعاقت إقامة المشاريع داخل المدينة.

وأشار إلى أن الغرفة التجارية تقوم بالاتصال مع الجهات الفلسطينية الرسمية لممارسة ضغوطاتها من اجل رفع الإغلاق المفروض على المدينة، واستقدام المستثمرين وإقامة المشاريع.

ورغم أن الأمر أفضل نسبيا لدى أصحاب البسطات المنتشرين على جنبات خان التجار الذين لا يدفعون أجور محال أو ضرائب إلا أنهم يشعرون بظروف غير مشجعة بسبب قلة عدد المشترين بسبب عدم وجود كما يسمونها " رجل غريبة" كناية عن الزبائن من خارج المدينة الذين يجدون مشقة في الوصول للمدينة بسبب حواجز الاحتلال.

وتركت ممارسات الاحتلال أثرها على كيفية معيشة آلاف الأسر الفلسطينية التي فقدت مصدر رزقها واضطرت للبحث عن بدائل لتوفير لقمة العيش ولم تسلم.

ويشير شاهر سعد الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين إلى أن البطالة بلغت أعلى معدلاتها حيث وصلت إلى 50 بالمائة في الضفة و 80 بالمائة في غزة بعد أن كانت في العام 2000 حوالي 31 بالمائة بالضفة و 19 بالمائة في غزة منوها إلى أن مستوى الفقر في صفوف الفلسطينيين ارتفع إلى 65 بالمائة.

ويؤكد الإعلامي البارز هاني المصري أن حصة نابلس من العدوان الإسرائيلي الذي استهدف الشعب الفلسطيني منذ زيارة شارون الاستفزازية للحرم وحتى الآن، كانت كبيرة جداً وتتناسب مع مكانة نابلس وموقعها في التاريخ الفلسطيني وفي الخارطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الفلسطينية بوصفها قلعة صامدة شامخة، وصاحبة ثقل اقتصادي جعلها تستحق لقب العاصمة الاقتصادية لفلسطين (قبل أن يحولها الاحتلال لعاصمة الفقر والدمار)، وصاحبة دور وطني دفع الاحتلال لوصفها بعاصمة المقاومة وحاضنة المقاومة، وبجعلها عاصمة للفوضى والفلتان.

وكان لنابلس ولا يزال دور ثقافي وحضاري جعلها دائماً درة ونجمة تتلألأ في السماء الفلسطينية.

وقال أن الشاهد الحي على استهداف الاحتلال المركز لنابلس تحديداً يظهر في أن الحصار المشدد لا يزال مفروضاً على المدينة، والاقتحامات والاعتقالات وإقامة الحواجز الثابتة والطيارة والاغتيالات، لم تنقطع لا في مدينة نابلس ولا في عموم المحافظة.

ولكننا يجب ألا نلقي بكامل المسؤولية على الاحتلال وجعله شماعة نعلق عليها كل أخطائنا وقصورنا وفسادنا. فالاحتلال لا يكون احتلالاً إذا لم يدمر ويخرب. الأمر الأسوأ ما نقوم به نحن وهو خيار هذا الواقع الذي تعيشه محافظة نابلس أدى إلى مبادرة من قبل مجموعة من الشخصيات والمؤسسات والقوى الوطنية لتنظيم سلسلة من النشاطات والفعاليات كان أبرزها توقيع عريضة تدعو لفك الحصار عن نابلس وقّعها أكثر من ثمانية آلاف شخص، وكان آخر النشاطات عقد المؤتمر الوطني لكسر الحصار عن محافظة نابلس .

أضف تعليق
تغيير الصورة
تعليقات الزوار

1

نايف ع ع، نابلس والأردن حاليا
يفصلني عنك جسر الملك حسين وبعدها أريحا ومن ثم أنا قادم بإذن الله عز وجل أنا خرجت منك ولكن بعد إنتهاء دراستي سأتي لتضميني إلي صدرك الحنون فوالله ما نسيتك لحظه فأني أمي الثانية أحبك أحبك أحبك ياجبل النار يامن كسرتي نابليون التي لم تقدر له إلا أنت بأبطالك نابلس أبنك البار نايف راجع بإذن الله

2

العلاونة، فلسطين
شكرا على المعلومات الرائعة
تصميم وتطوير: ماسترويب