ولد الشهيد ظافر المصري في مدينة نابلس سنة 1941، وتلقى تعليمه الثانوي في كلية النجاح الوطنية، ثم أنهى تعليمه الجامعي في الجامعة الامريكية في بيروت سنة1963، ومنذ ذلك التاريخ وحتى لحظة اشتهاده كان الشهيد ظافر حريصاً على البقاء فوق تراب ارضه والعمل في ربوع وطنه ووسط الام ومعاناة شعبه الفلسطيني في الداخل وفي الشتات.
رفض وأبى الشهيد ظافر المصري ان ينحني ويخضع لمغريات العيش خارج الارض المحتلة واّثر البقاء مع شعبه الصامد يواجه كافة ظروف المعاناة الاجتماعية والانسانية والسياسية.
كان ظافر اقتصادياً ناجحاً فوصلت أعماله خارج الوطن المحتل وقد انتخب في سنة 1973 رئيساً للغرفة التجارية كما اخترق كافة الميادين الاجتماعية والفكرية وكان سباقاً في العطاء والدعم للمؤسسات الخيرية والانسانية والثقافية كافة، ولم يقتصر على ذلك فقد كان لظافر الكثير من المواقف والاعمال الانسانية والتي هي من اهم ملامح شخصيته.
لم يحبذ الشعار الشهيد ظافر لخدمة الوطن، وانما حبذ ظافر الشعار نفسة لخدمة الانسان المسحوق ، فقد مارسها عملاً وليس شعاراً فارغاً كصنم اجوف لا حراك له ولا تطبيق.
كان الشهيد ظافر يقول دائماً "بخدمة الانسان تحرر الارض وليس بخدمة الشعار" وبهذا فقد تعامل ظافر مع شعبه بطريقة حضارية، فجمع الناس بالأنسانية وهي اسمى واقوى دافع للعمل وهذا ما تمثل فعلاً في التجمع الجماهيري الصارم يوم استشهاده وفي جنازته.
وفي سنة 1976 كان قد انتخب ظافر المصري في مجلس بلدية نابلس، وكانت هذه اول انتخابات بلدية تجري تحت ظل الاحتلال، وشغل منصب نائب الرئيس حتى جمدت اسرائيل المجلس البلدي سنة 1982.
وتسلم البلدية ضابط اسرائيلي ولمدة 3 سنوات فتحركت الهيئات والمؤسسات والنقابات في مدينة نابلس مستنجده وطالبة الخلاص من الاجحاف والظلم الذي وقع عليهم، وكان لابد من ان يتسلم رئاسة البلدية شخص من المدينة ، يتفاعل مع المواطنين ومشاكلهم.
وبعد المفاوضات والمشاورات اعطي الضوء الاخضر للشهيد ظافر، وتسلم الغرفة التجارية في تشرين الثاني 1985 مجلس بلدية نابلس ولفترة انتقالية مدة سنتين يتم خلالها الدعوة لانتخابات بلدية جديدة.
وعم الابتهاج والفرح المدينة وترددت الهتافات النابلسيه ( بلديتنا ردت الينا ) وقد علق احد الصحفين الاجانب على ذلك بان اسلوب استعادة البلدية هو عملياً انتخابات ولكن بدون موافقة اسرائيلية.
وهكذا تمت عملية استلام الشهيد ظافر المصري لبلدية نابلس وكانت هناك اصوات" تعارض ذلك عقب عليها الشهيد ظافر بانها ظاهرة صحيحة، فلم يكن الشهيد صاحب مواقف وتصريحات متشنجة، وكان هادئاً متزناً في اقواله متسامحاً في أعماله.
حمل الشهيد ظافر هذه المسؤولية الكبيرة بامانة وصدق ليست غريبة عليه ، وبدأ منذ اليوم الاول يعمل بجد ودأب وبصراع مع الزمن ليعطي للانسان الفلسطيني الامل في الصمود، ويعطيه الحافز في البقاء على ارض وطنه، ولو لم تخترق رصاصة الغدر قلبه الكبير لحقق الكثير من الامال والاهداف التي كان يطمح بها لخدمة مدينته وخدمة وطنه وشعبه، لقد كان اغتيال الشهيد ظافر المصري هو محاولة لاغتيال الكلمة والموقف والهدف الفلسطيني كما كان اغتيالاً للفكر الفلسطيني الواعي
|