شعر : سلوى الدريعي المصري
في العتمه جاؤوا
افاقت المدينة وانسحب اللصوص
في العتمه جاؤوا ، اكملوت قطع الرؤوس
عن اللاهين الغافلين المنغمسين في
داحس والغبراء والبسوس
في العتمه جاؤوا
غرسوا الخناجر في صدر العروس
فصرخت يبوس صرخت يبوس
في العتمه جاؤوا
اختطفوا سائس الخيل
فالوقت كله ليل
امعلنوا كسراً بما تبقى من النفوس
لا سائساً للمدينة ولا من يسوس!
في العتمه جاؤوا
داسوا شوارعنا، بيوتنا،غُرف نومنا،
سرقوا وسادة اطفالنا
تركوا لنا حذاءً به على بعض ندوسُ
ندوس ندوس
والبعض منا وشى
معهم وشى
يدلهم على شمعة كانت هنا
وقمر كم اضاء لنا
وطالب كان بيتنا يبحثُ عن الحق
في الشموس
قيدوه قالوا انه بالقتل مهووس
ندوس على بعض
ندوس ندوس
فمن اين وكيف تاتينا الشموس؟
ننقض على بعضنا بالفؤوس
نهوى الكرسي ويهوى بنا
وما تعلمنا الدروس
بالعتمه جاؤوا
من ليلنا المظلم العبوس
اكملوا قطع الرؤوس
ونحن نائمون غافلون حالمون
بما يتلى علينا من النصوص؟
كل يوم يتجدد القاموس
مفردات غريبه
حروفها سم راعفُ مدسوس
مفردات لا ارضا ابقت لنا
لا رغيفا ولا غموس
عفويين كنا فضاعت فلسطين
نسيناها وعلى بعض اقمنا الحرب الضروس
جاهليون ما زلنا
لا نعرف جلد النفوس
وما عرفنا يوما متى وكيف
نقرع الناقوس؟
متى؟متى؟ نضيء في ذواتنا الشموس
متى؟متى؟
متى نضحي بها الكراسي
نمشي بلا حُراس
نحرق بايدينا كل النصوص
ونكتب نصاً واحداً عنوانه
كفانا بؤساً كفانا يأساً
كفانا فرقة كفانا مآسي
شمسنا لن تُشرق الا من صفاء النفوس
لا من بلادة النصوص
|