من جبل النار .. إلى الأحرار
عدد القراءات: 10238

كلمات عجلى في أيار

 

هل كنت نهايهْ

أم أنت بدايهْ

يا أيارْ ؟

في عينيك طلاسمْ

وعلى شفتيك يدور سؤالْ

في الأفْقِ الأسودِ

ألفُ سؤالٍ وسؤالْ

في الأرضِ ينابيعُ الأسرارْ

وسماؤكَ بحر من دمْ

خلف الآفاقِ وليدْ

حافي القدمين طريدْ

مصنوعٌ من نبتِ العندمْ

خلف الشمسِ السوداءِ شهيدْ

قل .. ألفُ شهيدٍ

ألفُ شهيدٍ .. ألفُ شهيدٍ .. ألفُ شهيدْ

* * * *

قتلٌ، صلبٌ، حرقٌ، شنقٌ

خنقٌ موتٌ رعبٌ خوفٌ

هلعٌ فزعٌ .. تشريدْ

فقرٌ قهرٌ جوعٌ عريٌ

يتمٌ ظلمٌ سحلٌ دعسٌ

تعهيرٌ تعهيرٌ تعهيرْ

* * * *

هذا الطللُ .. أين البطلُ؟

أين السهلُ .. أين الجبلُ

أين الرملُ .. أين الأهلُ

أين النهرُ .. أين البحرُ

أين الزهرُ .. أين الطيرُ

أين الشمسُ .. أين القمرُ

أين الشجرُ .. أين البشرُ

أين النجمُ .. أين النومُ

أين الحلمُ ؟

أين الفننُ .. أين السفنُ

أين الوطنُ ؟

أين اللوزُ .. أين التينُ

أين العنبُ ؟

أين الولدُ .. أين البنتُ

أين الأدبُ ؟

أين الزرعُ .. أين البجعُ

أين الحبُّ؟

أين الدربُ .. أين الشهبُ

أين العربُ ؟

أين البيدرْ .. أين الزعترْ

والزيتونْ

أين القمحُ .. أين الذرةُ

والليمونْ

أين المنجلُ والطابونْ ؟

أين الكرَمُ .. أين العلَمُ

أين العزةُ .. أين الشممُ

أين المرحُ .. أين الفرحُ

أين السَّمرُ .. أين السفرُ

والركبانْ ؟

أين الأملُ .. أين الضحكُ

أين الوردُ أين الكرْمُ

أين النُّورُ أين النََّوْرُ

أين الزهرُ .. أين الديرُ

والرهبانْ ؟

أين الكتبُ .. أين السحبُ

أين الحجبُ .. أين العربُ

أين الشعرُ .. والشعراءْ

أين الخيلُ .. أين الليلُ

والبيداءْ

أين السيفُ أين الرمحُ والقرطاسُ والأقلامُ

والفرسانْ ؟

أين العيدُ .. أين البيدُ

أين الغيدُ والتجديدُ

والعربانْ ؟

* * * *

هل كنتَ نهايهْ .. أم أنتَ بدايهْ .. للأحزانْ

أم شاهدُ زورْ .. هل أنتَ الساقي أم المخمورْ ..

أم المخمورْ

واعرباه .. واذلاّه !!

وهل أحرقتَ تاريخي

وأطفالي وأجيالي

التي كانتْ

وهل أحرقتَ مكتبتي

وأشعاري

ومدرستي ومملكتي

التي هانتْ

وهل شردتَ في الآفاقِ

هذا الشعبَ

يا أيارْ

ليشربَ كأسَ نكبتهِ

ويقضي في متاهتهِ غريبَ الدارْ

غريبَ الدارْ !

لماذا كلّ هذا النفيِ

والتشريدِ

يا غدارْ ؟

وهل ماتت مواضينا

وهل خاب الرجا فينا

وهل جفت مآقينا

وهل خربت خوابينا

وهل غاضت سواقينا

وهل قُتِلَتْ أمانينا

وهل ديست روابينا

وهل شمتَ العدا فينا

وهل ضحكت أعادينا

وهل أورثتَهم بالغدرِ

والتزويرِ يا أيارْ

أرضاً من أراضينا ؟

لماذا يا نذيرَ الشؤمِ

تنكبُنا تشرّدُنا

تمزّقُنا

وللغربانِ تَرمينا ؟

لماذا كل هذا القتلِ

والتشريدِ يا أيارْ ؟

أحقاً يا نذيرَ الشؤمِ

كنتَ بدايةَ المشوارْ؟

* * * *

فهل يرضيكَ يا أيارُ

ما صنعتْ يدُ الغدرِ

إلامَ تشردٌ في الأرضِ

من قبرٍ إلى قبرِ

أتعلمُ أننا قومٌ

قهرْنا الصبرَ بالصبرِ

أتعلم أننا يوماً

سنجزي الشرَّ بالشرّ

ونسقي خصمَ امتنا

كؤوس الذلِّ والقهرِ

لقد دانت لنا الدنيا

وكنّا سادةَ الدهر

فسل عنّا لتعرفَنَا

وسل عنا لكي تدري

لتعلَمْ أننا شعبٌ

كريمُ الأصلِ والقَدْرِ

وما خضعتْ لنا هامٌ

بدنيا المجدِ والفخرِ

وتربُ بلادِنا أغلى

من الدولارِ والتبرِ

* * * *

كلماتٌ عَجلى في أيارْ

من جبلِ النارِ إلى الثوارْ

إلى الأحرارِ إلى الأحرارْ

نَرويها في ذكرى النكبهْ

في ذكرى الذلةِ والخيبهْ

لن يهنأَ جِبْسٌ في وطني

فلقد أسرعتُ .. معي كفني

للعودةِ .. للساحةِ والدارْ

كالبرقِ الخاطفِ كالإعصارْ

حقي في العودة ثابتْ

لا يُلغي حقي الأشرارْ

وتحيةُ حبٍّ عربيهْ

ورسالةُ شوقٍ مطويهْ

لرفاقي أسرى الحريهْ

للبرغوثي وأبي هدوانْ

لسعيدٍ شيخِ الأسرى .. لحسامْ

للأسرى .. عَهدُ الأحرارْ

قَسَمُ الثوارِ إلى الثوارْ

سنحررُهم .. سنزينُهم

بأكاليلِ الغارْ ..

فلتفرحي .. ولتصدَحي برجوعِهمْ يا دارْ .


* المشوار هو المكان تُعرض فيه الدواب .

* التبر : الذهب .

* الجبس:الجبان اللئيم.

أبو هدوان : أسير مقدسي استشهد في الأسر والقيود في يديه

 

أضف تعليق
تغيير الصورة
تعليقات الزوار
تصميم وتطوير: ماسترويب