مسجد قديم يقع في منطقة خلة العامود في المنطقة الشرقية الجنوبية لنابلس، مبني على قبور رجال صالحين (بحاجة الى تأكيد) .
تم اعادة بناء المسجد ليكون المسجد الجديد ويبقى المسجد القديم مغلقاً ولا يفتح لأحد.
ولي الله الشيخ محمد عامود النور العامودي في فلسطين ( في مدينة نابلس ) واولاده الشيخ سعد الدين والشيخ صاله وهم مدفونين بمقام والدهم واما ولده الثالث فقد عاد واستقر في مكه حيث كان جيش ولي الله محمد عامود النور العامودي يقاتل الصليبين في مدينو نابلس واعلم يا اخي بان هذا الجيش قد ابيد معظمه على يد الصليبين وقد سميت المنطقة التي ابيد فيها الجيش ( خلة العامود ) اي منطقة العامود وهي المنطقة الشرقية لمدينة نابلس وقد سميت المنطقة تيمنا باسمه وتباركا فيه وهذه المنطقة لكثرة الشهداء المدفونين فيها فان المواطن في المدينه اذا اراد المضي الي هذه المنطقة فانه يخلع نعليه احتراما وتبجيل لعظمة الشهداء المدفونين في المنطقه.
يُعتبر مسجد رجال العامود، من المساجد التاريخية المهمة ليس في نابلس وحدها، ولكن في فلسطين بشكل عام، ولفت وجوده في خلة العامود، على منحدرات جرزيم، اهتمام الرحالة والباحثين الاجانب، خصوصا ارتباطه بميثولوجيا محلية تتعلق بالرقم اربعين في الثقافة الفلسطينية المحلية.
يشير البعض، مثل الباحث عبد الله صالح كلبونة، بان المسجد اسس كمقبرة خاصة بالمجاهد عمود النور المدفون هناك سنة 799ه / 1298 م ثم دفن فيه اولاده، وتوسع المقام فيما بعد حتى اصبح لاحقا خارجه مقبرة عامة.
ولكن هذا قد لا يكون الراي السائد سابقا، كما هو الحال عند الدكتور توفيق كنعان الذي كتب في عشرينات القرن الماضي، بان مقام رجال العامود، هو في اغلب الظن اقدم من المقبرة.
ومثل مواقع الكثير من المقامات في فلسطين، فان موقع رجال العامود، لا شك بانه كان شاهدا على حضارات سابقة، فالحفريات كشفت عن درج من موقعه، الى تل الراس في جبل جرزيم، عدد درجاته نحو 1500، تصل معبد زيوس/اولمبيوس الذي بناه الاسكندر المقدوني.
وحسب المخطط الذي وضعه الدكتور توفيق كنعان فان المسجد-المقام كان يتكون من: مدخل الى الساحة، وصهريج، وقبور خاصة للخدم واقارب الاولياء، وقبة، وجامع له محراب، واسفل النافذة توجد فتحة تؤدي الى المغارة، حيث يوجد كما يقال 40 شهيدا مدفونا فيها، وقبور الشيوخ.
خلة العامود، التي ويجد فيها المسجد، كانت خالية من السكان، حتىا عشرينات القرن العشرين، ولكنها عمرت بعد الزلزال المدمر الذي ضرب نابلس، ومدن اخرى مثل بيت لحم، ويروى بانه حيث تم تخيير سكان البلدة القديمة في نابلس، اخذ تعويض، أو منحهم قطعة أرض صغيرة في هذه المنطقة، وقد اختار كثيرون اخذ قطعة أرض ، لتنشا ضاحية خلة العامود، وتكون شاهدة على مرحلة من التاريخ الفلسطيني يجسدها السجن المركزي، الذي قبع تحت اقدامها.
الزائر للمنطقة الان، ورغم الفورة العمرانية الملحوظة، التي تجعل المرء يصعب تصور الوضع الذي كان عليه مسجد رجال العامود المهيب، في نزلات جبل جرزيم، وما يثيره من شجون، الى انه ما زال يشعر بالألق السابق الذي احاط بالمسجد، ولكن هذا الشهور سيتبدد، عندما يدخل الى بقايا المقام، الذي يبدو في وضع يرثى له، من المقبرة المحيطة به.
لا نعرف متى بدأ المسجد يفقد قيمته لدى المجتمع المحلي، ولكن قد يكون ذلك مرتبطا، ببناء مسجد جديد بجواره عام 1998م، سمي (مسجد رجال العامود الجديد).
لقد اصاب الدمار المقام-المسجد القديم، وكذلك عدم الاهتمام، فالأبواب خُلعت، واصبح المكان، كانه تجمع لنفايات المقبرة وزوارها، دون ان تشفع له قدسيته كمسجد.
والغريب، ان الزائرين ومستخدمي المقبرة، او اخرين لا يمكن تحديدهم، لم يسارعوا الى تنظيف المسجد والحفاظ عليه، كما هو مفترض، بل ان منهم من عمد الى تشويهه، وذلك بتلطيخ النقوش التاريخية على مدخله بشعارات سياسية، فكتب احدهم كلمة (حماس) داخل برواز، باللون الاحمر، وبجانبه رسم قلب يخترقه سهم.
وسيكون من الصعب معرفة نوعية الافكار التي تعشش في مخيلة مرتكب هذه الجريمة، وهو يقدم على جريمة تشويه نقوش تكتسب اهمية كبيرة، ليس فقط للفلسطينيين ولكن للباحثين، من شتى انحاء العالم ومن بينها اسرائيل، التي وثق بعض باحثيها، النقوش في فلسطين، وصدرت في مجلدات باللغات الاجنبية في الخارج.
ومن حسن حظ النقّاش (علي الدمشقي) الذي كتب اسمه على بلاطة منفردة، باعتباره من خَط النقوش، انه لا يعيش بيننا، لكي يرى ما فعله الاحفاد، بأثار الاجداد.
ولا يقتصر التشويه، على النقوش، ولكن ايضا داخل المسجد المهمل، الذي تحول الى مكب للنفايات، حيث وصل كتبة الشعارات، يمشون على النفايات، ليخطوا شعاراتهم على محرابه وجدرانه.
هل يمكن ان يشكل رمضان هذا العام مناسبة لتنظيف مسجد رجال العامود، تمهيدا لترميمه، ومحاولة وقف تدميره؟ سؤال الى لا احد..!
|